نقطة التحول أمام الجنيه: هل يقترب الدولار من القفزة الكبرى والريال يختار الثبات؟
في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والإصلاحات النقدية المستمرة، يواصل سعر صرف الجنيه المصري التفاعل مع المستجدات، ليُسجل اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 تفاوتًا طفيفًا أمام كل من الدولار الأمريكي والريال السعودي، وسط حالة ترقب واسعة في الأسواق المحلية والدولية.
وفقًا لمتابعة "جوجل فاينانس" ومواقع تحويل العملات الموثوقة، استقر سعر الدولار الأميركي اليوم عند متوسط 48.65 جنيهًا مصريًا، فيما حافظ الريال السعودي على مستوى يقارب 12.97 جنيهًا، ما يعكس ثباتًا نسبيًا منذ مطلع الشهر الحالي.
الدولار: استقرار حذر تحت سقف الـ49 جنيهًا
يشير محللون إلى أن استقرار سعر الدولار حول 48.6–48.7 جنيهًا يعود إلى استجابة السوق المحلي للسياسات التي انتهجها البنك المركزي منذ تعويم الجنيه في مارس 2024. وتكشف بيانات البنك المركزي أن السعر الرسمي بلغ 48.61 للشراء و48.71 للبيع، فيما تراوح السعر في السوق الموازية عند مستويات قريبة جدًا من هذه الأرقام، ما يؤكد تقليص فجوة السوق السوداء التي كانت تؤرق الاقتصاد.
كما حافظ سعر الصرف خلال الثلاثين يومًا الماضية على متوسط قدره 49.35 جنيهًا، وهو ما يشير إلى تذبذب محدود في ظل إجراءات تثبيت الأسعار وتوفير الدولار للسلع الاستراتيجية.
الريال السعودي: استقرار مستدام مدعوم بالربط بالدولار
أما الريال السعودي، والذي يحافظ على ارتباطه الثابت بالدولار الأميركي، فقد استقر سعره عند 12.97 جنيهًا مصريًا، بحسب منصات مثل Wise وRevolut. ويُعزى هذا الثبات إلى استقرار سعر الدولار نفسه، فضلًا عن حجم التحويلات المستقرة من المصريين العاملين في السعودية، والتي تشكّل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد.
قراءة مستقبلية: هل نقترب من موجة جديدة؟
يتوقع محللون دوليون أن تصل قيمة الدولار إلى 51 جنيهًا في حال استمرار الضغط على الاحتياطي النقدي وتباطؤ في النمو، بينما تبقى فرص الصعود أو الهبوط رهينة بتقدم الإصلاحات الاقتصادية وخفض عجز الميزان التجاري. وأشار تقرير لوكالة "رويترز" أمس، إلى أن مصر تسير بخطى متقدمة نحو استعادة الثقة الدولية وتحقيق نمو اقتصادي بحدود 4.6٪ بنهاية 2025.
السوق المحلي: ردود فعل التجار والمستهلكين
وفي جولة على بعض مكاتب الصرافة بالقاهرة والإسكندرية، أكد متعاملون أن هناك طلبًا متزايدًا على العملات الأجنبية قبيل موسم العمرة، في حين فضل مستوردون تأجيل بعض العقود انتظارًا لانخفاض محتمل في السعر. وقال أحد تجار العملة بشارع عدلي في وسط البلد: "هناك هدوء نسبي في الطلب مقارنة بالفترة التي سبقت قرار التعويم، وهو ما ساعد على استقرار السوق".
الخلاصة
الدولار الأميركي يسجل متوسط 48.6–48.7 جنيهًا.
الريال السعودي يحافظ على استقراره عند 12.97 جنيهًا.
توقعات بارتفاع الدولار إلى 51 جنيهًا خلال عام.
الاستقرار النسبي يعود للإصلاحات النقدية وضبط السوق الموازية.