ألوان

كيف نحصّن أبناءنا ضد التنمر؟ تقرير شامل يكشف خطوات بناء الثقة ومهارات المواجهة

تريندي نيوز

مع ارتفاع معدلات التنمر في المدارس حول العالم، باتت مسألة تدريب الأطفال على مواجهة هذه الظاهرة أولوية ملحّة لدى الأسر والاختصاصيين التربويين. تقول منظمة اليونيسف إن واحدًا من كل ثلاثة أطفال في العالم قد تعرض لأحد أشكال التنمر، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى خطة عملية تبني شخصية الطفل وتمنحه الأدوات للتعامل مع هذا السلوك المؤذي.

 

في هذا التقرير، نقدم دليلا مبسطا وعمليا للآباء والأمهات حول كيفية تعليم الطفل مواجهة التنمر بثقة ووعي، وبناء شخصية قادرة على الدفاع عن نفسها دون عنف.

 

ما هو التنمر؟

تشرح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن التنمر هو سلوك متكرر يهدف إلى إلحاق الأذى النفسي أو الجسدي بشخص آخر، وقد يكون:

لفظيًا (إهانات، سخرية، تهديدات).

جسديًا (ضرب، دفع، تكسير الأغراض).

اجتماعيًا (إقصاء، شائعات).

إلكترونيًا (رسائل مهينة أو نشر صور محرجة).

 

الخطوة الأولى: بناء الثقة والتواصل اليومي

ينصح الخبراء بخلق مساحة آمنة للحوار في المنزل. أسئلة بسيطة مثل "كيف كان يومك؟" أو "هل ضايقك أحد اليوم؟" تفتح الباب للطفل كي يشارك مشاكله.

أكدت دراسة منشورة في Journal of Child Psychology أن الأطفال الذين يشعرون أن آباءهم يستمعون إليهم أقل عرضة للانعزال أو الخوف من إبلاغ الكبار عند تعرضهم للتنمر.

 

الخطوة الثانية: تعليم المهارات الاجتماعية والردود العملية

على الوالدين تدريب الطفل على الرد بحزم دون عنف.

قول "توقف عن هذا" بنبرة هادئة لكنها واضحة.

الابتعاد أو تجاهل الشخص المؤذي إذا كان ذلك ممكنًا.

طلب المساعدة من معلم أو مشرف أو والد.

يمكن تمثيل هذه المواقف في البيت لمساعدة الطفل على اكتساب الثقة.

 

الخطوة الثالثة: غرس احترام الذات والثقة بالنفس

امدح إنجازاته، وركز على نقاط قوته.

شجعه على ممارسة هواية أو رياضة جماعية لبناء مهارات التواصل.

ذكّره دائمًا أن خطأ الشخص المتنمر لا يعني أبدًا أن الضحية مذنبة أو أقل قيمة.

 

الخطوة الرابعة: علمه متى يطلب المساعدة

وضح له أن التبليغ عن التنمر ليس "وشاية"، بل حماية له وللآخرين.

اتفقي معه على "خطة" لمن يخبره إذا حدث شيء: معلم، مدير، الأم أو الأب.

أخبريه أن طلب المساعدة لا يعني أنه ضعيف، بل أنه شجاع.

 

الخطوة الخامسة: مواجهة التنمر الإلكتروني

ناقشي معه مخاطر الإنترنت وأهمية الخصوصية.

علميه عدم الرد على الرسائل المهينة.

احفظي الأدلة (لقطات الشاشة).

شجعيه على إبلاغك فورًا في حال تعرضه لمضايقة إلكترونية.

 

دور الأسرة والمدرسة معًا

خبراء التعليم يوصون ببناء علاقة تعاون بين الأسرة والمدرسة. اسألي إدارة المدرسة عن:

سياسة مكافحة التنمر لديهم.

البرامج التوعوية المقدمة للطلاب.

كيفية التبليغ والمتابعة.

وقد أطلقت منظمة اليونيسف حملات عالمية تشجع المدارس على تبني سياسات "عدم التسامح مطلقًا" مع التنمر، إضافة إلى تدريب المعلمين على اكتشاف العلامات المبكرة وحماية الطلاب.

 

متى تستشير الأخصائي؟

إذا لاحظتِ على طفلك أيًا من هذه الأعراض:

رفض الذهاب إلى المدرسة.

تغيرات مزاجية حادة.

فقدان الثقة بالنفس.

صمت غير معتاد أو نوبات بكاء متكررة.

علامات إصابة جسدية.

حينها قد تحتاجين إلى مساعدة أخصائي نفسي أو مرشد تربوي.

 

إن مواجهة التنمر تبدأ في المنزل بتواصل صادق وتدريب عملي يبني الثقة بالنفس والقدرة على التعامل بحزم ووعي. العائلة والمدرسة شركاء في حماية الطفل، وتوفير بيئة آمنة وصحية تساعده على النمو بثقة وسعادة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى