دراسة طبية تكشف الأسلوب الذي قد يغيّر قواعد إنقاص الوزن
مع تزايد الوعي بالصحة العامة والسعي للحد من السمنة حول العالم، يتجه ملايين الأشخاص إلى اتباع أنظمة غذائية متنوعة بهدف إنقاص الوزن وتحسين مؤشراتهم الصحية. من بين أبرز هذه الأنظمة الحمية منخفضة السعرات والصيام المتقطع، التي انتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونصائح المتخصصين في التغذية.
الصيام المتقطع هو أسلوب يعتمد على تقسيم أوقات تناول الطعام إلى فترات محددة تتخللها فترات صيام، ويُروّج له عادة كبديل عملي ومستدام لتقليل السعرات الحرارية بشكل مستمر. من أشهر طرقه الصيام البديل، الذي يقوم على مبدأ الامتناع عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة في أيام متبادلة.
لكن دراسة جديدة نشرتها المجلة الطبية البريطانية وأوردها موقع «تايمز أوف إنديا» سلطت الضوء على شكل من الصيام قد يكون أكثر فاعلية من الطريقتين الشائعتين. فقد أظهرت نتائج التحليل أن الصيام يومًا بعد يوم يعزز عملية الأيض بشكل أفضل من الصيام المتقطع التقليدي أو تقييد السعرات المستمر.
وبحسب الدراسة، يواجه العالم أزمة صحية كبيرة إذ يعاني ما يقرب من 2.5 مليار شخص بالغ من زيادة الوزن، من بينهم نحو 890 مليون شخص مصابون بالسمنة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. لهذه الفئة، يمثل فقدان الوزن ضرورة صحية للحد من المخاطر الأيضية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، وهي عوامل رئيسية في الإصابة بداء السكري وأمراض القلب.
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات من 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 رجلاً وامرأة من البالغين، بمتوسط مؤشر كتلة جسم بلغ 31، مع الإشارة إلى أن حوالي 90 في المئة من المشاركين كانوا يعانون من حالات صحية مسبقة.
النتائج أظهرت أن الصيام يومًا بعد يوم كان الاستراتيجية الوحيدة التي حققت فوائد متواضعة من حيث خفض الوزن وخفض مستويات الكوليسترول الضار LDL، مقارنة بتناول الطعام المقيد بالوقت أو تقييد السعرات المستمر. لكن الباحثين أوضحوا أن هذه الفروق، وإن كانت لصالح الصيام المتبادل، لم تصل إلى المستوى الإكلينيكي المهم الذي حددته الدراسة بفقدان لا يقل عن 2 كيلوجرام لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
وأكد الباحثون من جامعة كولومبيا، في مقال افتتاحي مصاحب، أن النتائج لا تطرح الصيام يومًا بعد يوم كبديل نهائي للأنظمة الأخرى، بل كخيار إضافي يمكن دمجه ضمن برامج العلاج الغذائي للأشخاص الراغبين في التحكم بأوزانهم وتحسين صحتهم الأيضية.