زيت الزيتون ليس كما يعتقد الكثير.. الوجه الآخر عن "الذهب السائل"
على الرغم من اعتقاد الكثير بالفائدة المطلقة لزيت الزيتون لكن دراسة أجرتها جامعة فلوريدا ونشرتها مؤخراً مجلة جمعية القلب الأمريكية أظهرت نتائج مثيرة تتعلق بزيت الزيتون، ذلك "السائل الذهبي"، فقد تبين أن الإفراط في استهلاكه قد يحمل آثاراً سلبية على الصحة، خاصة فيما يتعلق بصحة القلب والوزن.
وشملت الدراسة 40 مشاركاً من مختلف الفئات العمرية خضعوا لنظام غذائي غني بزيت الزيتون لمدة ثمانية أسابيع. النتائج أظهرت أن الاستهلاك المفرط لهذا الزيت النباتي الشهير قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يسهم في زيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويحتوي زيت الزيتون على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، حيث تصل إلى 120 سعرة حرارية في الملعقة الواحدة. هذا الكثافة الطاقية العالية، إلى جانب احتوائه على نسبة من الدهون المشبعة، تجعل منه مادة غذائية تحتاج إلى استهلاك معتدل ومدروس. وقد حذر خبراء التغذية من المبالغة في تناوله، خاصة مع انتشار ظاهرة شربه مباشرة كما يفعل بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
ينصح الخبراء باتباع عدة إرشادات للحصول على الفوائد الصحية لزيت الزيتون دون التعرض لمخاطره المحتملة. أولاً، يجب اختيار النوع البكر الممتاز المعصور على البارد. ثانياً، يفضل استخدامه بكميات معتدلة لا تتجاوز ملعقتين يومياً. ثالثاً، يجب تجنب استخدامه في القلي العميق بسبب انخفاض درجة احتراقه. وأخيراً، يوصى بتخزينه في عبوات معتمة لحمايته من الأكسدة.
في النهاية، يبقى زيت الزيتون مكوناً غذائياً صحياً عندما يتم تناوله باعتدال. الفرق بين الدواء والسم يكمن في الجرعة، وهذا ينطبق تماماً على هذا المنتج الطبيعي. الاعتدال والتنوع في النظام الغذائي يظلان المفتاح الأساسي للصحة الجيدة، بعيداً عن أي مبالغات أو مغالطات غذائية.