أبل تعلن رسمياً عن "آي أو إس 26" بتصميم جديد وميزات ذكاء اصطناعي تدعم الخصوصية
أزاحت شركة "أبل" الأميركية الستار عن نظام التشغيل الجديد آي أو إس 26 "iOS 26" خلال مؤتمرها السنوي للمطورين، لتقدم تجربة غير مسبوقة تمزج بين التصميم البصري المبتكر والوظائف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يأتي النظام بتحديثات جذرية تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم اليومية، من خلال واجهات أكثر تفاعلاً وخدمات أكثر تخصيصاً وأماناً.
في خطوة لافتة، قررت "أبل" التخلي عن التسلسل المعتاد في تسمية إصدارات iOS، حيث أطلقت على الإصدار الجديد اسم "iOS 26" بدلاً من "iOS 19"، وذلك بهدف ربط رقم النظام بالسنة التي يُطرح فيها لأول مرة، ما يسهّل التتبع الزمني للإصدارات المستقبلية.
أحد أبرز ملامح iOS 26 هو التصميم الجديد للواجهة، والذي أطلقت عليه الشركة اسم "الزجاج السائل". هذا التصميم يمنح النظام مظهراً شفافاً وتفاعلياً يشبه الزجاج السائل، ويعتمد على أيقونات شبه شفافة تتناغم مع الخلفيات وتغيّر ألوانها حسب السياق، بالإضافة إلى زوايا ناعمة وتأثيرات حركة ديناميكية تعزز من سلاسة التفاعل. كما أعيد تصميم شاشة القفل لتُبرز الوقت بشكل أوضح، مع تحسين أدوات الوصول السريع مثل الكاميرا والمصباح.
ويُعد الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في هذا النظام، إذ قدمت أبل مجموعة من الأدوات الذكية ضمن ما يسمى بـ"أبل إنتليجنس"، وهي تقنية تعمل إما على الجهاز نفسه أو عبر خوادم الشركة الخاصة لضمان حماية الخصوصية، ومن بين أبرز هذه الأدوات ميزة "جيمونجي" التي تتيح إنشاء رموز تعبيرية مخصصة بناءً على وصف المستخدم، وأداة "ساحة الصور" التي تقوم بإنشاء صور فورية انطلاقاً من نصوص داخل الرسائل أو الملاحظات، كما يتعرف النظام تلقائياً على محتوى الصور والرسائل ليقترح إجراءات مثل إضافة موعد أو إجراء مكالمة، بالإضافة إلى تحسين تجربة المكالمات من خلال واجهة موحدة تجمع المفضلة وجهات الاتصال والمكالمات في مكان واحد، إلى جانب ميزة "ترشيح المكالمات" التي تعرض نصاً حياً لما يقوله المتصل، و"مساعد الانتظار" الذي ينوب عن المستخدم حتى يتاح له الرد.
في جانب الرسائل، أتاح النظام إمكانيات جديدة مثل تخصيص خلفيات لكل محادثة، على غرار "واتساب"، وإجراء استطلاعات داخل المحادثات الجماعية، ودعم مؤشرات الكتابة الجماعية التي تُظهر من يكتب في اللحظة نفسها. كما تم تضمين ميزة الترجمة الفورية للرسائل ومكالمات "فيس تايم"، مع تأكيد أبل أن كل المعالجة تتم على الجهاز حفاظاً على الخصوصية.
أما في مجال الموسيقى، فقد قدّمت أبل ميزات جديدة أبرزها "الدمج التلقائي" الذي ينظم انتقال الأغاني بانسيابية، وميزة "ترجمة كلمات الأغاني" التي تُظهر الترجمة بشكل متزامن مع النطق السليم للكلمات، ما يعزز من فهم وتفاعل المستخدم مع المحتوى الموسيقي.
تحديثات الخرائط في iOS 26 جعلتها أكثر وعياً بسلوك المستخدم اليومي، حيث تقترح المسارات الأسرع استناداً إلى حالة المرور وتنبّه المستخدم إلى أي تأخيرات متوقعة. كما أضافت الشركة ميزة "سجل المواقع" التي تتيح مراجعة المواقع السابقة ومشاركتها بسهولة.
وفي بادرة لتعزيز الجانب الترفيهي، أطلقت أبل تطبيقاً جديداً موحداً للألعاب، يجمع كل الألعاب المثبتة في مكان واحد ويعرض إنجازات المستخدم وترتيبه ضمن قائمة المتصدرين، مما يضيف بُعداً اجتماعياً للمنافسة بين الأصدقاء.
من جهة أخرى، حصلت "محفظة أبل" على تحديثات موسعة، شملت دعماً أوسع لـ"جواز السفر الإلكتروني"، وتعزيز الأمان من خلال المصادقة البيومترية، بالإضافة إلى أدوات تفاعلية أكثر لبطاقات الصعود على الطائرات، وميزة "تتبع المشتريات" التي تجعل تجربة التسوق والسفر أكثر شمولاً وسلاسة.
أما نظام "كار بلاي" المخصص للسيارات، فقد أصبح أكثر أماناً وملاءمة أثناء القيادة، حيث أضيفت له ميزة عرض مصغّر للمكالمات لا يعيق الخريطة، إلى جانب إمكانية الرد السريع على المكالمات والرسائل دون تشتيت السائق.
وبخصوص الأجهزة المؤهلة، أشارت أبل إلى أن iOS 26 سيكون متاحاً لهواتف iPhone 11 فما فوق، بالإضافة إلى الجيل الثاني من iPhone SE. أما ميزات الذكاء الاصطناعي، فلن تعمل إلا على الأجهزة المزودة بمعالج A17 Pro أو الأحدث، ما يعني أن مستخدمي iPhone 15 Pro وما بعده فقط سيستفيدون من هذه القدرات المتقدمة.
ومن المتوقع أن تُطرح النسخة التجريبية من النظام للمطورين في يونيو الجاري، تليها النسخة العامة في يوليو، على أن يتم الإطلاق الرسمي لنظام iOS 26 في سبتمبر المقبل بالتزامن مع إصدار هاتف iPhone 17.