ما بعد استئصال الغدة الدرقية: دليلك الغذائي الذهبي نحو التعافي السليم
بعد الخضوع لعملية إزالة الغدة الدرقية، يواجه المريض مرحلة حساسة من التعافي تتطلب عناية دقيقة بالتغذية، حيث يصبح اختيار الأطعمة جزءًا أساسيًا من رحلة الشفاء. ويؤكد الأطباء أن النظام الغذائي بعد الجراحة لا يهدف فقط إلى تسهيل البلع وتخفيف الالتهاب، بل يشكل دعامة حيوية لتوازن الجسم الهرموني واستعادة النشاط اليومي.
في الأيام الأولى: الراحة تبدأ من الملعقة
خلال أول 48 إلى 72 ساعة بعد الجراحة، يوصي الأطباء بتناول وجبات خفيفة وسهلة البلع، لتجنب إجهاد الحلق أو الضغط على موضع الجراحة. من أبرز هذه الأطعمة:
شوربة الخضار أو الدجاج الدافئة
الزبادي الطبيعي أو اللبنة قليلة الدسم
البطاطس المهروسة
العصائر الطبيعية الخفيفة بدون سكر
المهلبية أو الأرز بالحليب
وتُعد هذه الخيارات مثالية لتوفير الطاقة دون التسبب في تهيج أو صعوبة في البلع.
بعد الاستقرار: غذاء داعم للشفاء واستقرار الهرمونات
بمجرد تحسن القدرة على البلع، يبدأ المريض في إدخال أطعمة أكثر تنوعًا وغنى بالعناصر المغذية، أبرزها:
البروتينات خفيفة الهضم مثل الدجاج المشوي أو الالسمكلسمك
الخضروات المطهية مثل الكوسا، الجزر، والبطاطس
الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان
الفواكه اللينة مثل الموز والتفاح المطبوخ
إضافة إلى ذلك، تُعد هذه المرحلة مهمة لموازنة العناصر التي قد تتأثر نتيجة إزالة الغدة، مثل الكالسيوم وفيتامين D، وهو ما يستدعي في بعض الحالات اللجوء إلى مكملات تحت إشراف طبي.
محاذير غذائية يجب الانتباه لها
رغم أهمية التغذية، إلا أن هناك بعض الأطعمة التي ينبغي تجنبها، أبرزها:
الخضروات النيئة من العائلة الصليبية مثل القرنبيط والكرنب والبروكلي، لما لها من تأثير على امتصاص هرمون الغدة البديل.
الصويا التي قد تتداخل مع مفعول دواء الليفوثيروكسين.
الكافيين والأطعمة الحارة أو الحامضة التي قد تهيج الحلق في الأيام الأولى.
الهرمون البديل: جزء لا يتجزأ من النظام
بعد العملية، غالبًا ما يُوصف دواء "ليفوثيروكسين" لتعويض الهرمون المفقود، وينصح الأطباء بتناوله على معدة فارغة في الصباح، والانتظار من 30 إلى 60 دقيقة قبل تناول الطعام، لضمان فعاليته الكاملة.
الالتزام بنظام غذائي متوازن، هادئ على المعدة، وغني بالمغذيات، يمثل خطوة محورية في رحلة التعافي بعد استئصال الغدة الدرقية. ومع الرعاية الطبية والمتابعة الدقيقة، يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية بنشاط وصحة متجددة.