هل يساعد أوزمبيك في خسارة الوزن وحماية الكبد؟ دراسة جديدة تجيب
كشفت نتائج تجربة سريرية حديثة أن دواء سيماجلوتيد، المعروف تجارياً باسم "أوزمبيك" (Ozempic)، قد يمثل علاجاً واعداً لأمراض الكبد المزمنة، خصوصاً التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASH). وأظهرت الدراسة أن هذا العقار ليس فقط يبطئ تطور المرض، بل يمكن أن يعكس مساره لدى بعض المرضى.
وقد نُشرت نتائج التجربة السريرية من المرحلة الثالثة ضمن دراسة ESSENCE في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، حيث شملت التجربة أكثر من 800 مشارك من 253 مركزاً طبياً في 37 دولة حول العالم، تلقوا علاجاً أسبوعياً بحقن سيماجلوتيد أو دواءً وهمياً، إلى جانب نصائح لتحسين نمط الحياة.
ما هو مرض التهاب الكبد الدهني MASH؟
يُعد MASH أحد أشكال مرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يحدث نتيجة تراكم الدهون في الكبد، ويرتبط غالباً بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. وتكمن خطورته في تطوره التدريجي إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد، في ظل غياب أدوية مرخصة لعلاجه حتى الآن.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 62.9% من المرضى الذين تناولوا سيماجلوتيد شهدوا انخفاضاً في التهاب الكبد، مقارنة بـ 34.3% من مجموعة الدواء الوهمي، و 36.8% تحسن لديهم تليف الكبد، مقابل 22.4% من المجموعة الأخرى. كما أظهرت النتائج تحسن في إنزيمات الكبد، وفقدان للوزن بنسبة 10.5% في المتوسط.
ورغم أن الآثار الجانبية مثل الغثيان والإسهال والقيء كانت أكثر شيوعاً بين مستخدمي سيماجلوتيد، إلا أن الفوائد العلاجية فاقت هذه الأعراض في كثير من الحالات.
تصريحات الأطباء والباحثين
وقال البروفيسور فيليب نيوسوم، مدير معهد روجر ويليامز لأبحاث الكبد في كلية كينجز كوليدج لندن، والمشارك في قيادة الدراسة: "نحن أمام نتائج مشجعة للغاية، تُظهر لأول مرة أن علاجًا دوائيًا قد يكون له تأثير فعلي على أحد أخطر أمراض الكبد المزمنة."
فيما أضاف البروفيسور أرون سانيال، من جامعة فرجينيا كومنولث: "البيانات التي حصلنا عليها قد تمهد لاعتماد هذا الدواء كأول علاج مرخص لـ MASH."
وتُعد هذه التجربة نقطة تحول في أبحاث أمراض الكبد، إذ يواصل الفريق الطبي مراقبة المشاركين وجمع البيانات حتى عام 2028، لمعرفة التأثيرات طويلة الأمد لدواء سيماجلوتيد، خاصة فيما يتعلق بتقليل مضاعفات الكبد المتقدمة مثل السرطان أو الفشل الكبدي.