منتجات تفتيح البشرة بين جاذبية النقاء ومخاطر السم اللاصق
في ظل الطلب المتزايد على بشرة متوردّة ومشرقة، تنتشر في الأسواق منتجات تفتيح البشرة التي توعد بتوحيد اللون وعلاج البقع الداكنة، غير أن خطورتها تتراوح بين تهيّج مؤقت وتلف دائم في الجسم. في هذا التقرير، نغوص في المكونات والآثار والدلائل العلمية، إلى جانب بدائل أكثر أماناً.
1. مكونات فعالة معتمدة
الهيدروكينون: يُباع بوصفة طبيب بتركيز 2–4% لعلاج الكلف. في الغالب تظهر النتائج خلال 3–6 أشهر، لكن الاستخدام الطويل قد يسبب آثارًا جانبية مثل التهيّج وتغير لون الجلد أزرق-أسود (ochronosis) .
مستخلصات طبيعية وأحماض خفيفة: مثل فيتامين C، النياسيناميد، حمض الكوجيك، والترايانيكساميك. هذه الخيارات تُعدّ آمنة، وتعالج التصبغات بتأثير متوسط خلال 6–12 أسبوعاً، لكنها تحتاج إلى استخدام دائم للواقي الشمسي .
2. المخاطر الصحية المحتملة
الزئبق:
يُستعمل في بعض المنتجات غير المرخصة كعامل مبيض، لكن له سجل طويل من تلف الكلى والأعصاب ومشاكل في الدماغ .
منظمة الصحة وكبرى الدول تفرض قيوداً صارمة على استخدامه .
الستيرويدات القشرية:
يُضاف أحياناً بدون تصريح لتعزيز التفتيح السريع، لكن الاستخدام المفرط يسبب ترقق الجلد وارتفاع ضغط الدم والسكر .
هيدروكينون:
استخدامه الطويل دون متابعة طبية قد يرتبط بزيادة خطر سرطانات جلدية .
3. تأثيرات جانبية شائعة
تهيج وحكة وطفح جلدي، يمتد أحياناً إلى ندبات أو تصبغات عكسية .
مشاكل نفسية مرتبطة بتصورات المجتمعات عن الجمال والتمييز الطبقي .
تسمم وتلف داخلي: لوحظت تسممات مزمنة بالجسم، وارتفاع مشاكل الكلى والكبد والأعصاب .
4. ماذا تقول الجهات الصحية؟
FDA تحظر بيع الهيدروكينون والزئبق بدون وصفة. المنتجات المحتوية عليها مأخوذة بحذر شديد .
منظمة الصحة العالمية تعمل على إقصاء منتجات التفتيح المحتوية على الزئبق من الأسواق .
5. بدائل آمنة ومُوصى بها
ترانيكساميك أسيد (Tranexamic Acid): فعال للمسام والهالات والبقع، دون الأضرار القوية للهيدروكينون أو الستيرويدات .
حمض الكوجيك (Kojic Acid): بديل طبيعي آمن للمعالجة المتوسطة للتصبغات .
فيتامين C والنياسيناميد: يدعمان توازن اللون ويحسّنان إشراق البشرة.
العناية الشمسية ضرورية مع كل هذه المنتجات.
منتجات تفتيح البشرة قد تبدو جذابة بوعودها، لكن التوازن يكمن في التركيبة والعناية الصحية. مستحضرات طبيعية أو خفيفة الاستخدام التي تحصل على موافقة طبية تُعدّ أفضل خيار. بالمقابل، استخدام منتجات مجهولة المصدر أو كنز الزئبق والستيرويدات هو مغامرة خطرة قد تودي بصحة الجلد والجسم.