ترفيه ومشاهير

وداع "شاعر الجنوب" سعود بن معدي القحطاني بعد حادث مأساوي في عُمان: الوسط الثقافي السعودي يشيع جثمانه

شيّع الوسط الثقافي والأدبي في السعودية، اليوم الأربعاء، جثمان الشاعر البارز سعود بن معدي القحطاني، المعروف بلقب "شاعر الجنوب"، بعد وفاته إثر حادث مأساوي أثناء تسلّقه جبل سمحان في محافظة ظفار بسلطنة عُمان. وقع الحادث يوم الاثنين أثناء قضائه عطلة قصيرة، وأسفر عن إصابته إصابات بالغة أودت بحياته لاحقاً، ما أحدث صدمة كبيرة في المشهد الثقافي السعودي والخليجي.

 

نقل الجثمان وإرث الشاعر
تم نقل الجثمان بالتنسيق بين سفارة المملكة في سلطنة عُمان والسلطات العُمانية، حيث تم تسليمه للجهات المختصة لمواصلة الإجراءات الرسمية لنقله إلى موطنه النهائي. ويعكس هذا التعاون الوثيق بين البلدين الحرص على رعاية المواطنين السعوديين في الخارج وتسهيل كافة الإجراءات الإنسانية، كما تابعت وسائل الإعلام المحلية والخليجية نقل الجثمان وتغطية مراسم التشييع لحظة بلحظة.

ويُعد سعود بن معدي القحطاني من أبرز شعراء منطقة الباحة والمملكة بشكل عام، إذ ترك إرثاً شعرياً غنيًا يتجاوز 15 مجموعة شعرية متنوعة. وتنوعت موضوعات شعره بين الحب والانتماء والهوية والوطن والطبيعة، حيث جمع بين الأصالة المحلية واللمسات الإنسانية العاطفية، ما جعله قريباً من القراء ومحبي الشعر في السعودية والخليج العربي.

شارك القحطاني في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية داخل المملكة وخارجها، وكان له حضور قوي في المشهد الثقافي السعودي، مما أكسبه مكانة رفيعة بين النقاد والجمهور على حد سواء. وتتميز أعماله بالقدرة على مزج الهوية المحلية بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، ما يجعل شعره وثيقة تعكس الواقع الثقافي والاجتماعي للمملكة.

 

دوره في دعم المواهب
لم يكن الشاعر مجرد كاتب، بل كان داعماً للجيل الجديد من الأدباء، حيث ساهم في تنظيم الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية التي تعزز من انتشار الشعر الحديث وتشجيع المواهب الشابة على الانخراط في المشهد الأدبي السعودي والخليجي. وقد لعب دوراً بارزاً في تطوير الثقافة الشعرية ونشر الوعي الأدبي بين الشباب، مما جعله شخصية محورية في الوسط الثقافي.

وأعرب العديد من الأدباء والمثقفين عن حزنهم العميق لفقدان القحطاني، معتبرين أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للأدب السعودي والخليجي. وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للشاعر وذكريات لمشاركاته الثقافية، معربين عن تقديرهم لمسيرته وإسهاماته الكبيرة في المشهد الأدبي.

 

تشييع جثمان سعود بن معدي القحطاني يمثل لحظة حزينة للمشهد الثقافي السعودي والخليجي، ويؤكد أهمية إرثه الأدبي وإسهاماته في دعم الشعر والثقافة. سيظل إرثه حاضراً في قلوب محبيه وفي صفحات الأدب السعودي والخليجي، حيث ترك بصمة قوية من خلال أعماله الشعرية ومشاركاته الثقافية ودوره الفاعل في دعم المواهب الأدبية وتعزيز الثقافة الشعرية الحديثة، ويظل القحطاني رمزاً للشاعر الذي جمع بين الأصالة والحداثة، وستبقى ذكراه حية في المشهد الثقافي لفترة طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى