جاكي شان يوجه تهم خطير لهوليوود ويثير غضب الكثيرين!
في أجواء مهرجان لوكارنو السينمائي السويسري، أثار جاكي شان الجدل بتصريحاته الجريئة حول صناعة السينما الحديثة، مؤكّدًا أن الاستوديوهات الكبرى تحولت من مجرّد فرق إبداعية إلى شركات تجارية تسعى فقط لاسترداد استثماراتها، ما جعل صناعة فيلم جيد أصعب من أي وقت مضى. تصريحاته هذه جاءت أثناء استلامه جائزة “Pardo alla Carriera”، كافتتاحية لتأمّلاته في مسيرته الفنية الطويلة والمعقّدة.
في جلسة الأسئلة والأجوبة التي أجراها رئيس المهرجان جيونا نازارو، عبّر شان بوضوح عن تحفظه على الاتجاه التجاري في هوليوود: «قبل كانت الاستوديوهات تصنع الأفلام، الآن أصبحت شركات أعمال تستثمر 40 مليون دولار وتسأل كيف تستعيد الأموال فقط، مما يجعل من الصعب جدًا صنع فيلم جيد» .
كما كشف عن شغفه الشامل بصناعة السينما، مشيرًا إلى تعلمه وتنفيذه لكل أدوار العمل — من كتابة السيناريو والإخراج إلى تنسيق المشاهد الخطرة وحتى الغناء. وأضاف بطرافة: «في آسيا فقط اثنان من يستطيع القيام بكل شيء: سامو هونغ وأنا... وأنا أفضل لأنني أعرف الغناء» .
وتطرّق شان إلى رغبته في تنويع مسيرته الفنية بعيدًا عن الأكشن والمخاطر المستمرة، فقرر تعلم الغناء ليضمن استمرارًا أطول أمام الكاميرا وأبعد من مشاهد القتال فقط، مؤكّدًا أن هدفه كان أن يصبح «روبرت دي نيرو الآسيوي» .
فيما يخص تجربته في هوليوود، أشار إلى أن ضعف النصوص وصعوبة التواصل مع الجمهور الأمريكي دفعاه لتقليص مشاركاته هناك إلى فيلم “Rush Hour”، الذي وصفه بأنه «المحاولة الأخيرة»، وإن لم ينجح، لا حقّ له بمتابعة التجربة. لكن النجاح الذي حقّقه الفيلم غيّر ثقافة التواصل بين الصين والولايات المتحدة .
تظهر تصريحات جاكي شان في لوكارنو ثنائية مفاهيمية: من جهة، الانغماس التجاري الذي يهدد الفن، ومن جهة أخرى، الاحترافية الشاملة التي لا تعرف حدودًا. في زمن أصبحت فيه السينما رهينة الميزانيات والتوقعات المالية، يذكّرنا شان برسالة قيمة: صناعة الأفلام يجب أن تكون فنًا قبل أن تكون تجارة، وإلا فإنها تخسر شيئًا جوهريًا. وشأن فيلم «Rush Hour»، يبقى التفاؤل قائمًا حين تُعطى الأفكار أصلًا، والحرية للفنان أن يبدع بكل أدواره.