لأول مرة في تاريخ البيرو.... غرامة مالية خيالية لصالح شاكيرا وهذا هو السبب
تحوّلت حادثة تسريب التقرير الطبي الخاص بالمغنية الكولومبية العالمية شاكيرا إلى قضية رأي عام في بيرو وأثارت جدلًا واسعًا حول خصوصية المرضى وحقوقهم القانونية، بعدما ألزمت السلطات الصحية في البلاد إحدى العيادات الخاصة بدفع غرامة مالية كبيرة عقب تحقيق رسمي في الواقعة.
القضية بدأت في فبراير الماضي حين اضطرت شاكيرا، البالغة من العمر 48 عامًا والمنحدرة من أصول لبنانية، إلى إلغاء حفل ضخم في العاصمة ليما، بعد تعرضها لمشكلة صحية مفاجئة استدعت نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى خاص. وأكدت حينها وسائل إعلام محلية أن حالتها كانت مستقرة لكنها تطلبت عناية عاجلة بسبب آلام في البطن.
لكن الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد. خلال أيام قليلة انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقرير طبي خاص وسري، يُعتقد أنه يتضمن تشخيصًا وتفاصيل حساسة عن حالتها الصحية. أثار التسريب موجة استياء عارمة بين جمهور الفنانة وأثار جدلًا قانونيًا واسعًا حول حماية بيانات المرضى.
السلطات الصحية في بيرو تحركت سريعًا، وفتحت تحقيقًا رسميًا للوقوف على تفاصيل الانتهاك. وبحسب بيان رسمي لوزارة الصحة البيروفية نُشر في الصحف المحلية، تبين أن العيادة الخاصة التي استقبلت شاكيرا مسؤولة عن إفشاء معلومات شخصية حساسة بشكل غير قانوني. وخلص التحقيق إلى أن التسريب يُعد خرقًا صارخًا لقانون حماية البيانات الصحية في بيرو، والذي يجرم إفشاء المعلومات الطبية دون إذن صريح من المريض.
وأسفر التحقيق عن تغريم العيادة مبلغ 190 ألف دولار أمريكي تقريبًا، في واحدة من أعلى الغرامات التي تفرضها السلطات الصحية البيروفية في مثل هذه القضايا. وقال مسؤولون في وزارة الصحة إن الغرامة تهدف إلى إرسال رسالة قوية بأن الخصوصية الطبية حق أساسي لا يمكن التساهل في انتهاكه، سواء للفنانين أو لأي مريض آخر.
وتأتي هذه الحادثة في سياق عالمي أوسع من الجدل حول حماية البيانات الطبية، خاصة مع انتشار السجلات الإلكترونية وازدياد مخاطر التسريبات. منظمات حقوقية وصحية طالبت في أعقاب هذه الأزمة بتشديد الرقابة على المؤسسات الطبية في أمريكا اللاتينية عمومًا لضمان حماية أفضل لبيانات المرضى.
ورغم الجدل الواسع الذي أثير، لم تعلن شاكيرا بشكل مباشر عن تفاصيل الحادثة أو طبيعة مرضها، واكتفت بالتزام الصمت الإعلامي حول الموضوع، فيما ركز فريقها القانوني على متابعة أي تبعات قانونية للتسريب.
يذكر أن شاكيرا تُعد واحدة من أشهر نجمات البوب في العالم، وتتمتع بجماهيرية كبيرة في أمريكا اللاتينية وخارجها، ما ساهم في تسليط أضواء إضافية على هذه الفضيحة التي تحولت إلى قضية عامة حول الحق في الخصوصية الطبية.