ترفيه ومشاهير

بيل جيتس يعلن التبرع بـ99% من ثروته لمؤسسته الخيرية ويحدد موعد إغلاقها في 2045

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلن الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، عن نيّته التبرع بنسبة 99% من ثروته المتبقية، التي تُقدّر حاليًا بحوالي 107 مليارات دولار، إلى مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية. هذا التعهد يُعد من بين أكبر التبرعات في تاريخ العمل الخيري الحديث، ويتفوق حتى على تبرعات كبار رجال الأعمال السابقين، بعد احتساب أثر التضخم.

 

ولم يكتفِ جيتس بالإعلان عن حجم التبرع فقط، بل كشف أيضًا عن موعد إنهاء أعمال المؤسسة الخيرية بحلول عام 2045، وهو موعد مبكر مقارنة بالخطة الأصلية التي كانت تربط انتهاء عمل المؤسسة بوفاته. هذا التسريع في جدول الأعمال يأتي من قناعة جيتس بأن العمل الخيري يجب أن يُحدث أثرًا مباشرًا وسريعًا في تحسين حياة البشر، خصوصًا في ظل التحديات الصحية والتعليمية المتزايدة عالميًا.

 

مؤسسة رائدة في العمل الخيري العالمي

منذ تأسيسها عام 2000، لعبت مؤسسة بيل وميليندا جيتس دورًا محوريًا في إعادة تعريف العمل الخيري على مستوى العالم، إذ أنفقت أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع تنموية تتعلق بالصحة، والتعليم، ومكافحة الفقر، وتطوير اللقاحات. وقد تميزت المؤسسة بقدرتها على بناء شراكات استراتيجية مع شركات أدوية كبرى ودول ومنظمات دولية، الأمر الذي ساعد في خفض تكاليف العلاجات، وتوفيرها للدول النامية.

 

كما ساعدت المؤسسة في دعم أبحاث أمراض قاتلة مثل الملاريا والسل، وساهمت في تمويل تحالفات دولية مثل تحالف Gavi للقاحات، ما كان له أثر واضح في تقليل نسب وفيات الأطفال في العديد من الدول الفقيرة.

 

تغييرات إدارية كبرى سبقت الإعلان

شهدت مؤسسة جيتس في السنوات الأخيرة عدة تحولات داخلية مهمة. في عام 2021، انفصل بيل جيتس عن زوجته ميليندا فرينش جيتس، والتي استمرت في العمل بالمؤسسة لفترة بعد الطلاق، قبل أن تُعلن في عام 2024 مغادرتها للعمل على مؤسستها الخاصة. كما استقال رجل الأعمال الشهير وارن بافيت من منصبه كأمين للمؤسسة. وبهذا، أصبح بيل جيتس المؤسس الوحيد المتبقي على رأس المؤسسة.

 

الصحة العالمية أولوية المؤسسة

لطالما كانت الصحة العالمية في صميم عمل مؤسسة جيتس، إذ أسهمت مبادراتها في خفض تكلفة الرعاية الصحية والأدوية، ما جعلها متاحة لملايين البشر في الدول النامية. ويُشدّد بيل جيتس على أن هذا الجانب من العمل الخيري كان له أثر يفوق التوقعات، مؤكدًا أنه يعتبره "مسيرته المهنية الثانية والأهم" بعد مايكروسوفت.

 

وقد أشار في تصريحاته الأخيرة إلى أن المؤسسة لا تدّعي الفضل الكامل في الإنجازات الصحية العالمية، لكنها كانت بمثابة "المحفز" الذي أسهم في تحريك عجلة التعاون الدولي وتوجيه التمويل نحو حلول مؤثرة.

 

تحديات قادمة وطموحات مستمرة

على الرغم من الطموحات الكبرى، تواجه مؤسسة جيتس تحديات متزايدة بسبب الأزمات العالمية، مثل الصراعات المسلحة، والتقلبات الاقتصادية، وتراجع بعض الدول عن تمويل المساعدات الخارجية. هذه العوامل تهدد بحدوث تراجع في مستوى الدعم المخصص للصحة والتنمية، وهو ما يثير قلق جيتس، ويدفعه إلى حث الأثرياء حول العالم على مواصلة الالتزام بالعمل الخيري.

 

في المقابل، تخطط المؤسسة للحفاظ على ميزانية سنوية تُقدّر بحوالي 9 مليارات دولار خلال السنوات العشرين المقبلة. ووفقًا للرئيس التنفيذي للمؤسسة، مارك سوزمان، سيتم تركيز الموارد على الأولويات القصوى، بهدف تحقيق أقصى فاعلية وتأثير، رغم القلق الداخلي بشأن مستقبل بعض البرامج.

 

سؤال مفتوح: هل تنجح المؤسسة قبل إغلاقها؟

مع اقتراب الموعد النهائي لإغلاق المؤسسة في عام 2045، يبرز سؤال أساسي:
هل ستنجح مؤسسة بيل وميليندا جيتس في تحقيق أهدافها الطموحة في ظل التحديات المتزايدة؟
رغم كل الصعوبات، يعرب بيل جيتس عن تفاؤله بمستقبل العمل الخيري، ويؤمن بأن الابتكار، والشراكات، والنية الصادقة يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى